تتوافق تنمية اقتصادات الدول مع جودة منشآت النقل التي ترتكز عليها. مع الأسف، يشكل التغير المناخي تهديدات خطيرة للبنية التحتية للنقل. فالطرقات، السكك الحديدية، المطارات، والموانئ في العديد من الدول تتعرض بالفعل لتأثيرات الظواهر الجوية المتطرفة، مثل العواصف الكبرى، الأمطار الغزيرة، موجات الحر، وارتفاع مستوى سطح البحر، والتي يتوقع خبراء المناخ أن تصبح أكثر تواترًا وشدة في المستقبل.
في السنوات الأخيرة، تسببت هذه الظواهر في إلحاق أضرار جسيمة بمنشآت النقل، إلى جانب الأضرار الجسدية وتعطيل الخدمات المقدمة للمواطنين. اليوم، تدرك السلطات والجهات المختصة في القطاع أن تكييف منشآت النقل مع التغير المناخي أصبح أولوية ملحة. لذا، تسارع إلى إعداد خطط تكييف وطنية وإقليمية ومحلية مخصصة لحماية شبكات النقل من الآثار المدمرة للتغير المناخي.
وقد أثبتت تجارب بعض الدول المتقدمة أن حماية منشآت النقل من التغير المناخي يمكن أن تستفيد بنجاح من إمكانات التطورات التكنولوجية والرقمية الحديثة، المواد المبتكرة، أنظمة المراقبة الذكية، والممارسات المستدامة التي أثبتت فعاليتها، مما يساهم في إنشاء شبكات نقل مكيفة وآمنة.
الجزائر، كغيرها من الدول النامية، معرضة بشكل خاص لعواقب التغير المناخي الذي يهدد منشآت شبكة النقل، مما يستدعي اتخاذ تدابير عاجلة لحمايتها.
وفي هذا السياق، تهدف الطبعة الأولى لهذا المؤتمر الدولي إلى جمع المهندسين والمتخصصين في النقل، السلطات المعنية، الباحثين، والأكاديميين من دول متعددة للتباحث وتبادل المعلومات، نتائج البحوث، والخبرات، بهدف صياغة إدراك مشترك لمفاهيم مرونة منشآت النقل، والوقوف على أحدث الممارسات الدولية في تكييف شبكات النقل مع التغير المناخي